الأحد، 12 أكتوبر 2014

ذكاء الإمام الشافعي "





ما ورد في ذكاء الإمام الشافعي "


كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي
و يريدون له المكائد عند الأمراء ..
فاجتمعوا و قرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لاختبار ذكائه ..
فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة (الرشيد) الذي كان معجباً بذكاء الشافعي و علمه بالأمور الفقهية.
و بدأو بإلقاء الأسئلة و الفتاوى في حضور الرشيد.

فسأل الأول :
ما قولك في رجلٍ ذبح شاة في منزله ثم خرج في حاجة فعاد و قال لأهله:
كلوا أنتم الشاة فقد حُرمت علي..
فقال أهله : حُرمت علينا كذلك.
فكر الشافعي قليلاً ثم أجاب :
إنّ هذا الرجل كان مُشركاً فذبح الشاة على اسم الأنصاب
و خرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله إلى الإسلام ، و أسلم
فحُرمت عليه الشاة
و عندما عَلِم أهله بإسلامه أسلموا هم أيضاً
فحُرمت عليهم الشاة كذلك.

و سُئل :
شرب مسلمان الخمر ..
فلماذا يُقام الحد على أحدهما و لا يُقام على الآخر؟!!
فكر الشافعي قليلاً و أجاب :
إنّ أحدهما كان صبياً و الآخر بالغاً.

و سُئل :
زنا خمسة أفراد بإمرأة ..
فوجب على أولهم القتل ..
و ثانيهم الرجم ..
و ثالثهم الحد ..
و رابعهم نصفُ الحد ..
و آخرهم لا شيء ؟!!
فكر الشافعي قليلاً و أجاب :
استحل الأول الزنا فصار مُرتداً فوجب عليه القتل
و الثاني كان مُحصناً
و الثالث غير محصن
و الرابع كان عبداً
و الخامس مجنوناً.

و سُئل :
رجلٌ صلى ..
و لمّا سلّم عن يمينه طُلّقت زوجته !!
و لما سلّم عن يساره بَطُلت صلاته !!
و لمّا نظر إلى السّماء وجب عليه دفع ألف درهم؟!!
فكر الشافعي قليلاً ثم قال :
لمّا سلّم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه
فلمّا رآه قد حَضر طُلقت منه زوجته ..
و لمّا سلّم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبَطُلت صلاته ..
فلمّا نظر إلى السّماء رأى الهلال و قد ظهر في السّماء
و كان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر.

و سُئل :
ما تقول في إمامٍ كان يُصلي مع أربعة نفر في مسجد
فدخل عليهم رجل ...
و لمّا سلّم الإمام وجب على الإمام القتل
و على المصلين الأربعة الجلد
و وجب هدم المسجد على أساسه؟!!
فكر الشافعي قليلاً ثم قال :
إن الرجل القادم كانت له زوجة و سافر و تركها في بيت أخيه
فقتل الإمام هذا الأخ و أدّعى أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها ..
و شَهِد على ذلك الأربعة المصلون ..
و أن المسجد كان بيتاً للمقتول ، فجعله الإمام مسجداً.

و سُئل :
ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب ..
فشرب حلالاً و حُرِّم عليه بقية ما في القدح؟!!
فكر الشافعي قليلاً ثم قال :
إنّ الرجل شرب نصف القدح فرعف (أي نزف) في الماء المُتبقي ..
فاختلط الماء بالدم ، فحُرِّم عليه ما في القدح.

و سُئل :
كان رجلان فوق سطح منزل ..
فسقط أحدهما فمات ..
فحُرمت على الآخر زوجته؟!!
فكر الشافعي قليلاً ثم قال :
إنّ الرجل الذي سقط فمات كان مُزوجاً ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح ..
فلمّا مات أصبحت البنت تملك ذلك العبدَ الذي هو زوجها
فحُرّمت عليه.


إلى هنا لم يستطع الرشيدُ الذي كان حاضراً تلك المساجلة أن يُخفي إعجابه بذكاء الشافعي و سرعة خاطرته و جودة فهمه و حس إدراكه ..
و قال لبني عبد مناف :
لقد بيّنت فأحسنت
و عبّرت فأفصحت
و فسّرت فأبلغت.
فقال الشافعي :
أطال الله عمر أمير المؤمنين ..
إني سائلٌ هؤلاء العلماء مسألة ..
فإن أجابوا عليها فالحمد لله ..
و إلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرّهم.
فقال الرشيد :
لك ذلك , و سلهم ما تُريد يا شافعي ..
فقال الشافعي :
مات رجلٌ و ترك 600 درهم ..
فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهماً واحدً ..
فكيف كان الظرف في توزيع التركة ؟!!
فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً
و لم يستطع أحدهم الإجابة على السؤال
فلمّا طال بهم السكوت ..
طلب الرشيد من الشافعي الإجابة
فقال الشافعي :
مات هذا الرجل عن ابنتين و أمٌ و زوجة و اثني عشر أخاً و أختٍ واحدة ..
فأخذت البنتان الثلثين ، و هما 400 درهم ..
و أخذت الأم السدس ، و هو 100 درهم ..
و أخذت الزوجة الثمن ، و هو 75 درهم ..
و أخذ الإثنا عشر أخاً 24 درهماً
فبقي درهم واحد للأخت.

فتبسم الرشيدُ و قال :
أكثر الله في أهلي منك ..
و أمر له بألفي درهم.

فتسلمها الشافعي ..
و وزعها على خدم القصر.
صبيان السلف والتجارة..!
قال علي بن جعفر: « مضى أبي إلى الإمام أحمد وذهب بي معه فقال له : يا أبا عبدالله ، هذا ابني ، فدعا لي ،وقال لأبي : ألزمه السوق وجنبه أقرانه »
[ رواه الخلال : الحث على التجارة ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق